جلعاد الجحيم المظلم الأبدي للنساء

 

كتبت: مروة أحمد

ثمة شيء حزين تستدعيه الذاكرة دائمًا كلما طوقتنا لحظات من السعادة العابرة، وكأنها تجحدها وتستكثرها علينا فنُرد إلى سيرتنا الأولى نناجى تلك الخيبات وربما نغوص في أعماقها فتصير تلك السعادة الخاطفة هباءًا منثورًا وكأنها لم تكن.

ولكن من أين نأتي بذلك الحزن؟!

إنه شيء عشناه وقرأناه بعد أن قمنا بنبش أوراق التاريخ ودفاتره المظلمة، فوصلت إلينا مظالم تلك الأزمنة الغابرة تحكيها الألسنة والكتب وتحاكيها الفنون بأشكالها المختلفة والمتنوعة.

فبات محتمًا علينا نكتب عن القهر ومنه وإليه، بالرغم من أنه صنيعتنا، فمنذ اللحظة التي عجز فيها قابيل عن دفن أخيه هابيل كانت للحياة معنى آخر تتجاوز فيه الأنفس والأرواح ....

وهذا ما فعله المسلسل الأجنبي 

) the handmaid tale) الذى تم إنتاجه في عام 2017، على قناة  hulu، وعُرض الجزء الرابع والأخير منه في أبريل الماضي، وهو مأخوذ عن رواية تحمل نفس الإسم للكاتبة الكندية والناشطة النِسوية مارجريت آتوود، والتي نشرت في 1985 ، وأعيد طبعها من جديد بعد ذيوع وانتشار المسلسل ونجاحه الملحوظ الذى استطاع أن يستحوذ على المشاهد ويحقق أعلى نسب مشاهدة على مدار مواسمه الأربعة.

تجولت "آتوود" بين جنبات وأروقة التاريخ المظلمة حيث القهر الذي تمارسه السلطة والدين ضد المرأة، فعلى مدى التاريخ والحضارات، والمرأة مضطهدة ومُعنفة تستبد بها الحياة وتتجرع أشكال القهر المختلفة، لا أرى أن هذا النوع من الكتابة يمكن أن ندرجه تحت مسمى "الخيال العلمي" أو "الدستوبيا حالكة السواد" التي تُحيل حياة النساء إلى الجحيم بل جزء من الواقع المعاش، جزءًا من الحاضر وما يؤول إليه المستقبل وها نحن نتقلب بين أحداث المستقبل ذاته بين حلقات هذا المسلسل، مشاهد مروعة، ومونولوجات تثير الكآبة، حتى أنه يشق علينا متابعة هذا المسلسل مرة أخرى، فإذا كانت الأحداث المُتخيلة مروعة، فالحقيقة أيضًا مروعة ومخيفة.

في الولايات المتحدة الأمريكية، بلد الحريات في زمن مُتخيل، تجنى  ثمار بذورها الكريهة، فتظهر على الساحة أوهام ما بعد الحداثة وتفشل الحداثة ذاتها في أن ترتقي بالإنسان وتضمن له ما وعدته به، فتتبدد آمال الرأسمالية المتوحشة حيث سقوط البنى القديمة وإقامة نظام جديد أقرته جماعة "أبناء يعقوب" باسم الدين لإَضفاء الشرعية على قمع الحياة الفردية وانتهاكها وفق نظام حكومي شمولي مستبد.

تتمرد جماعة" أبناء يعقوب" على النظام الأمريكي بعد تراجع نسبة المواليد في أمريكا بنسبة كبيرة، فقد استشرى العقم مثل النار في الهشيم، نتيجة التلوث الذي طال كل شيء ، فكانوا يعتقدن أن هذا من غضب الرب حيث لابد أن نعود إلى الطبيعة الأم وننفذ تعاليم الرب، فالنساء ترسخ حياتها من أجل الإنجاب فقط.

يتم التأسيس لهذا النظام الشمولي الجديد وفق السيطرة على المرأة بكافة أشكالها وتصنفيها، فمكانة المرأة في دولة جلعاد تتحدد من خلال قدرتها على الإنجاب دون توقف، فكما جاء على لسان بطلة العمل (جون أوزبورن) "المرأة في هذه المدينة رحم ومبيضين"، وبناءًا على ذلك تجمع جلعاد المزعومة النساء اللاتي يتميزن بخصوبة عالية وتنزع منهن حياتهن وتضعهن في مؤسسات كريهة من أجل تدريبهن على مهمتهن الجديدة فيصبحن خادمات وإماء في بيوت القادة.

يقول جابرييل ماركيز " هنا في هذه المدينة لم يقتلونا بالرصاص.. قتلونا بالقرارات"

تقرر دولة جلعاد تضييق الخناق على النساء ففي أمريكا قبل سقوطها فتم تسريحهن من عملهن، وتجميد حساباتهن البنكية وكذلك بوليصة التأمين الخاص بهن، فالواحدة منهن لا تستطيع أن تشتري وصفة طبية من أي صيدلية تمهيدًا لخطفهن وإيداعهن تلك المؤسسات.

فى دولة جلعاد المزعومة الإنسان فيها ليس فاعلًا، بل مشكلًا ومبنيًا من قبل الخطاب الديني المزعوم الذى أباح أجساد النساء لتصبح ملكية خاصة للقادة، فبعد خطفهن وانتزاع أبنائهن منهن، يتم السيطرة عليهن بالكامل، أما أطفالهن  فيتم توزيعهم على أسر القادة فهم أحق بهم وهكذا ينتهى العالم الحر القديم والتخلص من آثاره تمامًا لتبدأ المهمة الجديدة.

حكومة جلعاد الإلهية استلهمت روح القرون الوسطى لتأسس عالمها الجديد،

 فالقراءة والكتابة ممنوعة ومحظورة ومن يخالف تلك القاعدة يُعرض إحدى أًصابعه للبتر كما حدث مع "سيرينا فريد" إحدى المؤسسات لهذه الدولة بأفكارها، فكانت تقود حملات التمرد هي وزوجها ضد النظام القديم عندما قرأت علنًا آيات من الإنجيل، فهي أول من تجرع السم الذي أعدته، علاوة على ذلك كانت المنتجات داخل "الهايبرماركت" مصطفة على الأرفف دون تعريف دون أسماء فالكتابة ممنوعة وايضا التعامل بالنقود محظور، فالخادمات كان يستخدمن "الكوبونات" بدلاً من ذلك وكأنها عملية مقايضة في عصور الجاهلية الأولى.

النساء في ديكتاتورية جلعاد مقسمة إلى خمسة أنواع وهن "نساء القادة ويرتدين اللون الأخضر فقط ، والنساء اللاتي يعملن في مستعمرات النفايات كنوع من العقاب الرادع  والتي تضم المتمردات على النظام ولا أمل في تأهيلهن ويرتدين اللون الرمادى، والعمات المشرفات على تدريب وتأهيل الخادمات ويرتدين اللون البنى القاتم كقلوبهن المتحجرة، وهناك النساء اللاتي لا ينجبن ويعملن في بيوت القادة كخادمات منازل، أما النوع الأهم هم الإماء ويرتدين اللون الأحمر في دلالة واضحة للخصوبة، لون الدماء الذى يحدد هويتهن وقلنسوة بيضاء حتى تمنعهن من النظر حولهن، وفى نفس الوقت تمنع الآخرين من مشاهدتهن في رحلتهن اليومية إلى المتجر.

 

"فلما رأت راحيل أنها لم تلد ليعقوب، غارت راحيل من أختها، وقالت ليعقوب، هب لى بنين، وإلا أموت! فحمى غضب يعقوب على راحيل وقال : ألعلي مكان الله الذى منع عنك ثمرة البطن، فقالت: هوذا جاريتى بلهة، ادخل عليها فتلد على ركبتى وأرزق أنا أيضًا منها بنين"  الكتاب المقدس. سفر التكوين. 1-3:30

بآية واحدة من الإنجيل يسقط النظام الأمريكي وتنعدم الحريات وتصبح النساء إماء ووعاءًا جنسيًا لقادة جلعاد في طقس ديني، أخذوا يفكروا مليًا في إعطاؤه صفة شرعية لكى تصدق زوجاتهن هذا الهراء فكانت هذه الآية مخرجًا وتأسست على وقع كلماتها دولة شمولية مستبد، حيث تقدم الخادمة إلى قائدها في طقس شهري بعد تلاوة هذه الصلاة المقدسة، و تقبع بين سيقان الزوجة، ويؤدى الزوج القائد دوره بأداءًا ميكانيكيًا، دون لمسها فمحظور التعامل مع الإماء بلطف وهن محرم عليهن النظر في عيونهن ويتعرض كل منهما إلى عقاب وحشى رادع، فالمرأة في جلعاد على لسان بطلة المسلسل "أوفريد" " نحن لسنا عشيقات بل أرحام تمشى على قدمين" لذلك لم تمل الهروب فكانت تعي جيدًا أنها لديها مبيضين جيدين، وجلعاد لم تفرط في رحم خادمة واحدة فذاقت صنوف العذاب داخل جلعاد ولم تتخل عن الهرب منها ولم ييأسوا فى ترويضها، وهذا ما يزيد من إصرارها على إنقاذ ابنتها هانا المختطفة بعد تهريب ابنتها نيكول التي ولدت في تلك الدولة المستبدة.

الأحداث خطوطها الأساسية تدور حول ثلاث خادمات "أوفريد، أوفجلين، وأوف جوزيف" تقودهن أوفريد التي كانت في الماضي تعمل على تحرير الكتب وتصحيحها، وكانت تعيش برفقة زوجها نك وابنتها هانا  إلا أن في دولة جلعاد تكون كلمة أنثى مستقبحة، لأنها تقيدها بحدود جنسها فتصبح في القرن الحادي عشر، ليست سوى رحم ومبيض وتنتزع من حياتها دون رحمة أو هوادة بينما أوفجلين فهي أستاذة جامعية في مجال البيولوجيا الحيوية "مثلية الجنس" تنضم إلى الحركة المقاومة لدولة جلعاد، تحاول الهرب فتنجح بعد إعدام صديقتها أمام عينيها وخضوعها لعملية "ختان" لكى لا تستمتع بحياتها الجنسية، أما أوف جوزيف فاقتلعت عينها مؤسسة التأهيل من أجل كسر جمحوها، فهي في نظر العمة ليديا إمرأة آثمة لابد أن تتطهر من آثامها وتستعد لمهمتها من أجل خدمة تعاليم الرب.

فى تلك المدينة اللعينة الأفكار ممنوعة فأي محاولة للهرب محفوفة بالمخاطر، فدائمًا محاطون بأولئك الأوصياء الذين يحملون البنادق في رحلتهن الصباحية كثنائيات فغير مسموح لخادمة أن تسير بمفردها "البنادق مخصصة للأوصياء، كانوا مصدر رعب وخوف، لكنهم مصدر أيضًا لشيء آخر، تمنينا أن يستديروا، أن ينظروا إلينا، أن نتجاذب أطراف الحديث معهم، فإننا حتمًا سنتبادل الأشياء، نعقد صفقة ما، فمازلنا نحتفظ بـأجسادنا".

 تقول سيمون دى بوافوار، في كتابها الشهير "الجنس الآخر" :"إن كل اضطهاد يخلق حالة نزاع، والكائن الذى تنتزع منه صفة الجوهر لتلصق به صفة التبعية والإلحاق لابد أن يحاول استرجاع سيادته".

فالمجتمع الذى وضع فيه الرجل تشريعاته وقيمته يعتبر المرأة أقل منه بالرغم من تلك الأرحام التي تبث الحياة من جديد في تلك المدينة البوار بالقوة والعنف بكافة أشكاله، لابد أن تولد من داخله قوة تخلل وتزعزع طمأنينته وكانت " أوفريد" هي تلك الشرارة التي كانت تعي جيدًا أن هناك طريقة للتخلص من هذا الجحيم فكان صوتها الداخلي الصوت الحر الأصيل الذى يستطيع أن يجول بعينيه بين تلك الجثث المعلقة على حوائط تلك الدولة دون خوف أو مواربة.

" ليس الإنسان نوعًا طبيعيًا بل هو فكرة تاريخية والمرأة ليست واقعًا لازعًا بل هي صيرورة، لذلك ينبغي مقارنتها مع الرجل في صيرورتها، أي ينبغي تحديد إمكانياتها"

(ميرلو بونتى)

 بالوقوف عند شخصية "سيرينا وترفورد" التى دعمت جلعاد بأفكارها وكانت إحدى المؤسسات لهذا الظلام  فماهى إلا خائنة للجنس الذى تنتمى إليها كما نعتها "مويرا" صديقة جون الهاربة إلى كندا، فهي التي كانت تنظم الحملات والشعارات من أجل إسقاط النظام الأمريكي، وعودة المرأة إلى وظيفتها الأولى الإنجاب بقدر ما تستطيع .

ففي الحلقات الأولى تتخلى سيرينا عن هويتها كإمراءة وكينونتها فتلقى بالكتب وأحذيتها ذات الكعب العالي بسلة القمامة، بينما جون في أولى حلقات الجزء الثاني، وتهرب للمرة الثانية وتختبئ بشركة مهجورة، تتجول بداخلها فتجدها إحدى مذابح العصور الوسطى، فالجثث مكدسة وتملئ المكان والدم يلطخ الجدران ونجد حذاء لإمرأة ملطخًا بالدماء كان ينتمى لإمراءة ذات هوية وشأن ، فالذي ألقت به سيرينا في سلة المهملات تسبب في مئات الجثث من النساء اللاتي انسحقت هويتهن من نير الاستبداد والقهر.

اعتمدت مخرجة العمل على استخدام الأدوات السينمائية من أجل تشكيل دولة جلعاد بكامل صلابتها وخشونتها، فكان التصوير من أهم نقاط القوة داخل العمل فاعتمدت المخرجة على مشاهد الفلاش باك كثيرًا لعدة أسباب، منها التأسيس لتاريخ شخصيات العمل في الماضي ومقارنة أحوالهن بما آلت إليه في دولة جلعاد، كما أنها ترسخ لفكرة أن النسيان هو ناقوس الخطر الذي تهلك به المقاومة ضد هذا النظام، وأن هذا النظام القمعي يؤسس لمحو الذاكرة والهوية وإعادة بديل لأنقاض النظام البائد، فكان صوت "جون" الداخلي هو حربها ضد النسيان وجاءت مشاهد الفلاش باك لتؤكد ذلك، أما العمة ليديا فهي إحدى أذرع النظام القمعية ففي أي دولة هناك نظامين النظام القمعي والذى تملك أدواته الشرطة والجيش وغيرها، والنظام الثاني هو النظام الأيدلوجي حيث قوة الدولة الناعمة كوسائل الإعلام التي تحرك المياه الساكنة دون أن يشعر المواطن، والتي عكست  المشاهد عن الآثار النفسية الجسيمة التي لاحقتها بعد فشلها فى إقامة أسرة فلا تستطيع الإنجاب ولا تستطيع أن تتزوج، وكانت مهنتها أن تسلب الأطفال من أمهاتهن في الماضي أما في الحاضر فكانت تعرضهن للعنف المفرط، فالجيل الأول من خادمات جلعاد كان متمردًا لأنه عاش تناقضات الحياة وأضدادها فعرفن معنى الحياة، أما الجيل الثاني فكبر وترعرع داخل جلعاد فكان الأقل مقاومة والأكثر طاعة.

كما نلاحظ استخدام الإضاءة الخافتة في دولة جلعاد، لتعبر عن حالة الاختناق والقهر الذى تعيش بداخله نساء جلعاد، فلا نور فى مدينة جلعاد كما تقول بطلة العمل "جون أوزبورن".

جاءت تكوينات الكادرات المختلفة للخادمات تعبر عن هشاشة حياتهن فدائمًا في الهامش بالرغم من مهمتهن الإلهية، وتم استخدام اللقطات القريبة والمتوسطة لتعبر عن لحظات الخوف والتحدي واليأس الذى تشعر به الخادمات، أما اللقطات البعيدة فقد كانت في مشاهد عقاب إحداهن، أو أثناء سيرهن في الشارع من أجل إظهار قوة النظام وعنفوانه وأن القوة المفرطة هي التي تحدد مكانة أولئك حتى داخل الكادر السينمائي.

وكانت زاوية التصوير "عين الطائر" التي استخدمت في العديد من مشاهد "جون أوزبورن" لتوضح لنا مشهدًا غير اعتيادي كمشاهد الجثث المعلقة على حوائط المدينة، كانت بمثابة نظرة التحدي والإصرار على خلخلة قواعد هذا النظام مهما كلف الثمن، لذلك كانت جون تحارب الخوف والنسيان الذي نجده معبرًا في مشهدها الذي تشاهد فيه إحدى حلقات مسلسل friends الشهير، فهو الشيء الوحيد في هذا المكان المهجور من حياتها القديمة الذى مازال حيًا ونابضًا بالحياة بالرغم من رائحة الدم التي تستشري في ذلك المكان.

في الموسم الرابع الذي تم عرضه مؤخرًا في شهر أبريل، تبدأ رحلة جديدة لجون أوزبورن، بعد هروبها الأخير وبمساعدة إحدى منظمات الغوث الكندية تستطيع أن تهرب من مدينة شيكاغو الثائرة دائمًا، استطاعت النجاة بعد رحلة دامية ولكن لا شيء يعود كما كان، فجميع الناجيات لم تستطعن أن تمارس حياتها بشكل طبيعي، فثمة شيء لا تستطيع أن تستعيده إذا فقدته مكرهًا معنفًا، وهذا نجده في موقف ريتا التي كانت تعمل كمدبرة منزل في بيت القائد "وترفورد"، أو أوفجلين ..لا أحد لا يستطيع أن يتجاوز سبع سنوات داخل دولة جلعاد، المفاجأة أن جميعهن يجتمعن على شيء واحد، وهو قتل القائد"وترفورد" بعد إدانته من قبل الحكومة الكندية بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، إلا أن شهادته ضد الدولة جعلت منه "شاهدًا"، وبذلك يكون نال حريته برغم ما ارتكبه في حق جون من اغتصاب وانتهاك لا تعترف به المحكمة، فتقرر أن تنتقم لإنسانيتها فتقتله ويسدل الستار على نهاية الموسم الرابع بمشهدها وهى حاملة ابنتها "نيكول" وهى ملطخة بالدماء، لتبدأ رحلة جديدة ننتظرها في الموسم الخامس.

 تميز الحضور النسائي فقد كان قويًا  حيث  قدمن أداءات معبرة عن واقع عالم مظلم أليم ينتظر فيه الجحيم النساء فقط.

يذكر أن المسلسل من بطولة إليزابيث موس بدور(جون)، جوزيف فاينس بدور (واترفورد)، إيفون ستراهوفسكى بدور(سيرينا جوي)، سميرة وايلى بدور (مويرا"، آن دود بدور (العمة ليديا)،ماكس مينجيلا بدور(نك) ومادلين كاثرن بدور(أوفجوزيف).