ذكرى ميلاد راهبة المسرح وسيدة النقد المسرحي

 


كتبت: نهى العجمي

هناك شخصيات لا يمكن نسيانها مهما مر الوقت، تلك الشخصيات المؤثرة التي تضع البصمات الواضحة، وترسم لأجيال من بعدها الطريق، ولعل من أبرز هذه الشخصيات هي الراحلة "راهبة المسرح"، الدكتورة نهاد صليحة.

أحد أساطير النقد الفني، ارتبط اسم نهاد صليحة، ارتباطا وثيقا النقد العربي، حيث أثرت الحياة النقدية بالعديد من الأعمال والأراء التي أسهمت في تطور العملية النقدية، ولعل الاحتفاء بذكرى مولدها بمثابة شكر لما قدمته الراحلة وتخليدا لذكراها.

ولدت نهاد محمد خليل صليحة،  بالقاهرة، في 29 يونيو/حزيران عام 1945, وتخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، جامعة القاهرة عام 1966، ثم سافرت إلى إنجلترا، وحصلت على درجة الماچيستير في مجال الرواية الحديثة، من جامعة ساسكس، وعلى درجة الدكتوراه في مجال الدراما الشعرية الإنجليزية، من جامعة إكسترا.

وهبت صليحة حياتها للمسرح وتوحدت روحها معه، للدرجة التي جعلت من يعرفها ويعرف وضعية جلوسها اثناء مشاهدة العرض المسرحي، بمجرد أن تطأ قدمه المسرح يبحث عنها بشكل لا إرادي   في صالة المتفرجين.




تعد نهاد صليحة، موسوعة نقدية ثقافية نادرة، توغّلت في المسرح وألمت بكل ما يخصه، لتتميز بقدرة فائقة في قراءة أعماق الشخوص وتحليل أدائهم على خشبة المسرح، والتوغل  فيما بين السطور وما وراء الصورة.

اهتمت نهاد صليحة، بالأجيال الصاعدة وساندتهم ومهدت لهم الطريق، لم تترك نهاد صليحة، طوال حياتها أي فرصة للتواجد بين شباب الفرق المستقلة إلا واستغلتها للمساهمة والمساندة، فتتلمذ على يديها الكثير من الشباب في مجال النقد ومجال الدراما.



 ساهمت نهاد صليحة، في تأسيس حركة الفرق المستقلة عام 1999، واحتلت عدة مناصب تقديرية، فقد كانت عضو اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو لجنة الدراما بقطاع الإنتاج للإذاعة والتليفزيون، وعضو مجلس إدارة صندوق روبرتو شيميتا الدولي، لدعم فناني المسرح الشباب في دول البحر المتوسط.

وحصلت خلال مشوارها على عدة تكريمات، حيث تم تكريمها بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ١٩٩٦،  جائزة أفضل كتاب في مجال النقد المسرحي في معرض القاهرة الدولي للكتاب ١٩٩٩،ثم حصلت على جائزة الدولة للتفوق في مجال الدراسات الأدبية ٢٠٠٣، و كرمت في الدورة الرابعة عشر لمهرجان دمشق المسرحي عام ٢٠٠٨، كما كرمتها العديد من المهرجانات المسرحية العربية منها مهرجان الشارقة، ومهرجان مجلس التعاون الخليجي، ومهرجان قرطاج، ومهرجان أيام عمان المسرحية، حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الأداب ٢٠١٣، وجائزة البحث العلمي من دولة الكويت في ٢٠١٦.



 شغلت الدكتورة نهاد صليحة، العديد من المناصب منها:

أستاذ الدراما والنقد بالمعهد العالي للنقد الفني 1984، عميدة المعهد العالي للنقد الفني من2001 إلى 2003، مشرفة على قسم النقد المسرحي في جريدة "الأهرام ويكلي"، والتي تقدم باللغة الإنجليزية.

كما شغلت عددا من المناصب والمراكز الشرفية ومنها ؛ عضوة اللجنة العليا للمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، عضوة في لجنة الدراما بقطاع الإنتاج للإذاعة والتلفزيون، وعضوة مجلس إدارة صندوق روبرتو شيميتا الدولي لدعم فناني المسرح الشباب في دول البحر المتوسط ١٩٨٩ .

كل هذه الجوائز والمناصب لم تكن كافيه لتفي حق هذه الشخصية التي صنعت خطوطا عريضة لشكل النقد للعربي، واعادت له شبابه، فقد كانت داعمه لكل محب للمسرح، لقد كنت في يوما واحده من تلك العيون التي نظرت بإنبهار حين رأت قامة عظيمة كنهاد صليحة، التي قال عنها المخرج محمد فاضل  "أول من استخدم المنهج السينمائي في

النقد المسرحي"، بين مقاعد المتفرجين، اذكر انني لم انم يومها لكلمة مدح ألقتها لي وظننت انني لامست السماء.

رحلت راهبة المسرح وسيدة النقد المسرحي نهاد صليحة في ٢٠١٧، ولكن ظلت وستظل اعمالها تؤثر في اجيال من محبي وفناني المسرح.