واجتمع ثلاثي أضواء المسرح من جديد ولكن في حته بعيد

 




 

كتبت: شيماء الباشا



- انتوا ماشين يا اونكل

= أه يا حبيبتي

- و مش هاترجعوا تاني؟

= لا دي آخر مرة

- ليه

= أصل عندنا شغل في حتة بعيد أوي

- طب تعالوا تاني بعد ما تخلصوا شغل؟

= هاتكون فاتت سنين وسنين ومش هايبقى فاضل من حد فينا غير اسمه

صدق جورج سيدهم عندما دار هذا الحوار بينه وبين الطفلة في مشهد من فيلم لسنا ملائكة، فقد لحق الضوء الثالث من أضواء المسرح برفاق دربه، ليجتمعوا في حتة بعيد أوي، وسيبقى أسمائهم في أذهاننا ووجداننا للأبد، رحل الأستاذ مزيكا، جوليو العرب، صانع النجوم الأستاذ كفوله، جحا هذا الزمان، رحل مسعود وترك لينا، رحل أحد صناع البسمة والسعادة والبهجة في نفوس جمهوره ومحبيه، فارس بني كوميديان، الفنان القدير سمير غانم.

سمير غانم كما لم تعرفه من قبل: سمير يوسف غانم، ممثل كوميدي مصري.  من محافظة أسيوط، ولد عام 1937 انضم بعد الثانوية العامة إلى كلية الشرطة احتذاءً بوالده الذي كان ضابط شرطة، ولكنه تم فصله منها بعد رسوبه لسنتين متتاليتين فنقل أوراقه إلى كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية لتبدأ رحلته الفنية من خلال الإنضمام للفرق الفنية فيها.

كانت جامعة الاسكندرية اولى محطاته الفنية، ففي الإسكندرية اجتمع هناك مع الفنان وحيد سيف وعادل نصيف وشكلوا فرقة اسكتشات غنائية تقدم عروض على المسرح في مدينة الإسكندرية. ولكن الفرقة لم تستمر بسبب انسحاب سيف لعدم مقدرته على السفر إلى القاهرة وترك مدينة الإسكندرية، حيث كان يدرس بكلية الآداب ويعمل موظفاً أيضاً، وانسحب عادل نصيف الذي أكمل دراسته العليا في تخصص الحشرات بكلية الزراعة وسافر إلى بلجيكا.

في تلك الأثناء كانت شهرة جورج سيدهم بدأت تنتشر بجامعة عين شمس، وكذلك الحال بالنسبة للضيف أحمد بجامعة القاهرة، ليجمع غانم بينهما ويشكل معهما الفرقة الشهيرة التي عرفت باسم "ثلاثي أضواء المسرح"، وهو فريق غنائي كوميدي لمع على المسرح من خلال تقديم مجموعة من الاسكتشات الكوميدية، كان أشهرها (طبيخ الملايكة) و(روميو وجوليت)، ثم قدم الثلاثة بعدها عددًا من الأفلام والمسرحيات الناجحة، وذاعت شهرة غانم من خلال الأعمال الفنية لفرقة "ثلاثي أضواء المسرح" الكوميدية، قبل أن يمضي في مسيرة حافلة امتدت إلى التلفزيون والمسرح والسينما.

وقدمت الفرقة الكثير من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، كما شاركت في أعمال لكبار نجوم السينما المصرية، مثل فريد شوقي وحسن يوسف.

ويشاء القدر أن تنحل الفرقة بعد وفاة الضيف أحمد عام 1970، واتجه مع غانم مع جورج سيدهم للتمثيل معا في عدة مسرحيات كان أشهرها مسرحية (المتزوجون)، وموسيقى في الحي الشرقي، وكان آخر عمل مسرحي لهما معًا هو مسرحية (اهلا يا دكتور).

لمع نجم الفرقة سمير غانم بشكل كبير بعد تقديم مسرحية "طبيخ الملايكة" من إخراج الراحل حسن عبد السلام عام 1964، ويعد غانم، واحد من نجوم الصف الأول للمسرح بين عادل إمام ومحمد نجم ومحمد صبحي. وتعتبر مسرحية "أهلا يا دكتور".

وفي عام 1982 تعرض سمير غانم لإكتئاب حاد بعد وفاة شقيقه ومدير أعماله "سيد غانم"، قرر من بعدها تغيير نمط عمله وكان ذلك سبب انفصال فني بين غانم وبين جورج سيدهم، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة سمير غانم الفنية، وفي عام 1983 قدم مع المخرج فهمي عبد الحميد، فوازير فطوطة باسم "فطوطة والأفلام" ونجح نجاحاً هائلاً ما شجعهم على إعادة التجربة في "فطوطة والشخصيات". وفي التسعينات قدم فوازير "المتزوجون فيالتاريخ"، "المضحكون"، "أهل المغنى".


ولم ينقطع عطاء عملاق المسرح الكوميدي سمير غانم، ليبذل كل طاقته في إسعاد الجمهور وتحقيق الكوميديا التي كان عاشقا لها، ولعل أشهرهم في فترة الألفينات، مسرحية "دو ري مي فاصوليا"، "خلوصي حارس خصوصي"، "مراتي زعيمة عصابة"، "كدب في كدب"، "سيبوني أغني"، "ترالم لم"، و أخر مسرحياته "الزهر لما يلعب" 2020، والتي كانت مفاجأة حيث شهدت رجوع أشهر ثنائي لمسرحية المتزوجون، سمير غانم وشيرين أو كما عرفناهما "مسعود ولينا".

كان الفنان سمير غانم مشجعا للوجوه الجديدة بشكل كبير وداعما لهم، لنراه ضيف شرف في كثير من الأعمال للنجوم الشباب، ولكن ضيف شرف برتبة نجم فكان لظهوره على الشاشة لدقائق قليلة مذاق خاص وحالة كوميدية رائعة، فلم يجد غضاضة في الظهور بمشاهد قليلة في عدد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية، بل يؤدي تلك المشاهد المقتضبة بروح متواضعة تمتاز بخفة الظل، وقلب يحتضن شباباً يرى فيهم مستقبل مشرق.

وهذه بعض مشاركاته، فظهر بفيلم "ورقة شفرة"، بمشهد وحيد في نهاية الفيلم، وفي فيلم "على جنب ياسطى" بطولة أشرف عبد الباقي، وفيلم "تتح" مع محمد سعد، "هاتولي راجل"، " حماتي بتحبني"، "الكبير " مع أحمد مكي، "الزناتي مجاهد": "دلع بنات".

وكان أكبر داعم لإبنتيه إيمي ودنيا، في مسلسل "نيلي وشريهان"، وعزمي واشجان، "سوبر ميرو"، بالإضافة لمشاركته دنيا في أعمال، "لهفة"، " اللالالاند"، "بدل الحدوتة 3".

وشارك في بطولة، "يوميات زوجة مفروسة اوي" بأجزائه الأربعة، و"شربات لوز"، وضيف شرف مع الفنان الكبير عادل إمام في مسلسل "عوالم خفية".

 

كان آخر ظهور للفنان سمير غانم برمضان 2021، حيث شهد إعلان إحدى شركات الاتصالات هذا الظهور الأخير للفنان الكبير سمير غانم، والذي ظهر فيه بإطلالة عائلية في قصة درامية قصيرة خلال الإعلان مع ابنته إيمي سمير غانم.

وها قد انتهت مخاوف  سمير غانم، حيث أجاب في برنامج "الليلة دي" عام 2015، عن أكثر شئ يخيفه، قائلاً "اللي كل واحد بيخاف منها، الموت.. ما بحبوش، والسنة دي، خدت كام واحد من الجامدين"، وحكى عن تأثره الشديد بصديق عمره الفنان "غسان مطر".

ترك الفنان الراحل إرث كبير في محتلف النواحي الإبداعية، وعلى رأسها الفوازير "ثلاثي أضواء المسرح"، "وحوي يا وحوي  "فطوطة

"المتزوجون في التاريخ"، "أهل المغنى"، "المضحكون "النص الحلو"

المسلسلات الإذاعية: "رعد السماء"كفر نعمت"، "الناجح يرفع إيده"

أعماله:
الافلام:  "المغامرون الثلاثة"، "المشاغبون"، "صغيرة على الحب"، " 30 يوم في السجن"، "شاطئ المرح"، "الزواج على الطريقة الحديثة"، "فرقة المرح"، "خلي بالك من زوزو"، "أضواء المدينة"، "مدرسة المشاغبين"، "في الصيف لازم نحب"، "ممنوع في ليلة الدخلة"، "بنت اسمها محمود"، "أميرة حبي أنا"، "فيفا زلاطا"، "البعض يذهب للمأذون مرتين"، "البنات عايزة إيه"عروسة وجوز عرسان"، "حسن بيه الغلبان"، "تجيبها كده تجيلها كده هي كده"، "عضة كلب"، "يارب ولد"، "إحنا بتوع الإسعاف"محطة الأنس"، "الرجل الذي عطس"، "العرضحالجي",

وأهم مسلسلاته: "حكاية ميزو"، "الكابتن جودة"، "رحلة فطوطة السحرية"، "ألف ليلة وليلة"

وأبرز أعماله المسرحية: "طبيخ الملايكة"، " فندق الأشغال الشاقة"، "الراجل اللي جوز مراته"، "موسيقى في الحي الشرقي"، "جوليو ورومييت"، "المتزوجون"، "الأستاذ مزيكا"، "أهلا يا دكتور"، "جحا يحكم المدينة"، "فارس وبني خيبان"، "أخويا هايص وأنا لايص "أنا والنظام وهواك"، "بهلول في إسطنبول"

الرسوم المتحركة: "عائلة أستاذ أمين"، والذي شهد بطولة عائلية (سمير غانم، دلال عبدالعزيز، دنيا وإيمي)، " فطوطة وتيتا مظبوطة"،

وفي مجال البرامج قدم الراحل سمير غانم، برامج: "سمير شو"، "ساعة مع سمير غانم".

كان ومازال سمير غانم، رائد الكوميديا في مصر والشرق والأوسط، ورائد مدرسة الإرتجال المسرحي، و أحد عمالقة  كوميديا الموقف التي تبقى وتعيش مع الجمهور مهما فات عليها الكثير من السنوات،

رحل سمير غانم وأنفطئ أخر ضوء من أضواء المسرح، وداعاً سمير غانم، وداعاً فطوطة، وداعاً مسعود، وداعاً صانع البهجة.