كتبت: نهى العجمي
فى الحقيقه انهما موهبتان واعدتان قدموا الكثير من الأعمال التي كان لها صدى ايجابي لدى المتفرج والناقد، حيث قام احمد داش بدور الصعيدي في مسلسل طايع في رمضان 2018 من إخراج عمرو سلامة، وقدم شخصية فواز شقيق البطل،
واحمد مالك الذى شارك في اول فيلم عالمي له (حارس الذهب) للمخرج رودريك ماكاي، فهل من المعقول أن يكون هو ذات الشخص الذي تضحكنا مشاهده الحزينة في نسل الأغراب ؟؟ ليسوا الوحيين فى العمل اللذان ظهرا بهذا الشكل فقط يجزم الكثيرون على أن احمد السقا في نسل الأغراب ليس احمد السقا الذي نعرفه فهل أخفق جميع الممثلون جملة واحدة ؟
أم أنه المخرج الذي ينتهج مدرسة المغالاة والأداء المتكلف في التمثيل، المخرج الذي لم يجتهد فى دراسة الصعيد وأهله وكيفية توظيف قدرات الممثلين والعمل على الإمكانات والمواهب المدجج بها العمل.
يحاول محمد سامي
دائما الخروج عن المألوف، وهذا طبعا لا يعيبه مادام هذا الخروج يصب في صالح العمل
لا عليه، ولكن هذه المرة نرى خروج سامي عن المألوف أدى إلى خروج "نسل
الأغراب" من سباق الدراما الرمضاني، ليتحول من عمل يحتوي على الإثارة
والتشويق والحركة إلى عمل مليء بالتكلف والتصنع مايثير السخرية من حوله، بخلاف
الفرق الواضح بين صعيد مصر وصعيد محمد سامي، حيث تدور أحداث العمل في عصرنا الحالي نظرا لتواجد
الهواتف الحديثة والسيارات الحديثة، وهو مايحيلنا إلى المقارنة بين الصعيد المختلق
لمحمد سامي وصعيد مصر الحقيقي، في الصعيد لا يرتدى الشباب حديثي السن العمامة ولا سيما إن
كانوا متعلمين، وأن المرأة الصعيدية لا
يمكنها هناك ارتداء ما ترتديه مي عمرو(جليلة)
وإن كانت غجرية، ولا تلك الملابس ذات التراث القديم من الفساتين ذات الوسط
المنقوشة و(الملس الصعيدي) التي اختفت في ثمانينيات القرن الماضي، فقد أصبح بنات
الصعيد يرتدون ملابس مثل التي ترتديها بنات المدينة ولربما ألتزم المعظم منهن
بالحجاب والملابس الفضفاضة والميل إلى الفساتين أكثر منه للبنطلون إتباعا لعادتهم
، ولعل هذا الإخفاق يشترك فيه الستايلست خالد عبد العزيز مع المخرج.
أما اللهجة المستخدمة، فأهل الصعيد الحقيقي، لايتكلمون بحيث لا تفهم ما يقولون فعلى العكس
المعظم هناك لديهم مخارج ألفاظ جيدة بسبب ذهابهم صغارا للكتاتيب، مايبرز عدم دراسة
المخرج و اجتهاده في معرفة البيئة التي
تدور فيها احداث العمل، كما انه ليس من الطبيعي ان يكون مكياج جميع الممثلات في
العمل واحد مع اختلاف أدوارهن وأعمارهن في العمل فهل رأينا من قبل سكان قرية
بالكامل لهم نفس درجة البشرة ونفس لون الشعر والعيون وحتى درجة أحمر الشفاه؟! حتى وإن
كانت هذه رؤية المخرج لخلق انطباع عام معين، فلماذا لا تظهر (جليلة ) بنفس المظهر،
وتظهر ببشرة فاتحه ومكياج كامل طوال الوقت وهو مالا يتناسب مع دور أم لديها أولاد
فى سن الشباب في الصعيد ، أما عن اختيار
الديكور للمنازل وإن سمحنا بالمبالغة فى منزل كل من عساف وغفران فلا يمكن ان
نتغاضى عن شكل بيوت القرية التي تمتاز أيضا بطابع قديم لا يشبه شكل المنازل في
صعيد مصر في هذا العصر والتي باتت تشبه كثيرا منازل المدن وإن كانت بيوت عائلات .
لا أعيب على محمد سامي المخرج أن يطرح فكرته بالشكل الذي
يناسب إبداعه ورؤيته وبالطبع لا نفرض عليه قيود معينة فإن اساس الفن هو الحرية في التعبير ولكن يجب احترام
عقل المتفرج ويجب دراسة طبيعة المناخ الجغرافي والاجتماعي الذي ينتمى إليه العمل
هو ما نرجوه خاصة اذا كانت بيئة الأحداث هي الصعيد .. فقط اجتهدوا في دراسة الصعيد
المصري ..ولا تقصروا في حقه او ابتعدوا عن الصعيد بأكمله يرحمكم الله.


