هالة راضي
هل نتحكم بالعالم الإفتراضي وشبكات التواصل الإجتماعي، أم هى التى تتحكم هى بنا؟! هل نصنع التريند أم نحن التريند؟! هل ندير الفيسبوك أم أت الفيسبوك هو من يديرنا؟! نحن بصدد مناقشة كل هذه الأفكار أثناء مشاهدة عرض تسجيل دخول .
عرض تسجيل دخول هو فكرة و اخراج، هانى عفيفى، كتابة اسماعيل ابراهيم ديكور مى كمال، ازياء مروة عودة.
يبدأ العرض بظهور الشخصية الرئيسية، وهو رجل يرتدى ملابس الساحر، يرحب بالجمهور، ويبدأ بالتعريف عن عالمه السحري، العالم الإفتراضي، هذا العالم الذي جعل من جميع الناس نسخ متشابهة، ويستمر هذا الساحر والذي يتضح بعد ذلك انه يمثل العالم الإفتراضي، بالترحيب بالناس، والذي يشبه ترحيب الـ فيسبوك، بمشتركيه في البداية قبل اشتراكهم, ثم نرى مجموعة من الشباب يرتدون أزياء غير واقعية، ما يغذى فكرة العرض التجريبية.
هؤلاء الشياب يعيشون فى واقع إفتراضين صنعه لهم هذا الساحر، الذي يمثل شبكات التواصل الإجتماعي، بداية من عمرو، الذى يعيش ليفعل أشياء لم يخترها، ثم ينتحر ليلفت الأنظار على مواقع التواصل الإجتماعي.
اعتمد العرض على اللغة العامية ليعبر عن الشباب الذين كرثوا حياتهم من اجل التريند واللحاق به, ويعبر العرض عن حياة العديد من الناس، من حيث اصطدامهم مع الواقع، من خلال الهواتف المحمولة، أو من خلال عامل الدليفرى الذى يربط الماضى و الحاضر والمستقبل، فهو صوت الواقع.
اما عن الساحر فهو شبكات التواصل الإجتماعي، و صوتها و تفاعل هؤلاء الشباب عليها، فهناك الفتاة المغرمة بتسجيل الفيديوهات، و هناك المصور الحر، و الشاعر جميعهم اصبحوا على هذه الصورة، من أجل شبكات التواصل الإجتماعي.
اهتم العرض بالجانب السلبى من وجود شبكات التواصل الإجتماعي، حيث ظهر الشباب لا يتجمعوا تجمعات حقيقية، ولا يتمتعوا بشخصيات حقيقية، بل شخصيات مزيفة من أجل التريند، ليغفل الجانب الإيجابي لشبكات التواصل الإجتماعي، التى سهلت على العديد من الشباب القراءة، و التواصل، وساهمت فى المد الثقافى الموجود حاليا، أي أن لشبكات التواصل الإجتماعي، لها العديد من الفوائد التي لا تعد ولا تحصى.
جائت الملابس زرقاء اللون لتعبر عن وجود هؤلاء الشباب على مواقع التواصل الإجتماعي، حيث جائت الملابس بنفس لون تصميم مواقع (فيسبوك و تويتر)، بالإضافة إلى أنها كانت غير واقعية، لتعبر عن عدم واقعية حياة هؤلاء الشباب، والوحيد الذى جاءت ملابسه واقعية، هو عامل الدليفري، لأنه الوحيد الذي يعيش فى الواقع، ويمثل الواقع ايضا فهو من يدل الشباب المنغلقين داخل مواقع التواصل الإجتماعي، على الواقع المحيط بهم بداية من أحداث ثورة يناير إلى أحداث ليبيا.
اما عن اداء الممثليين فلم يكن اداء تقمصي، بل كان اداء بريختى، حيث لم يلتزم كل ممثل بشخصيته فقط، بل أدى جميع الممثلين جميع الشخصيات، ومن السمات العبثية فى العرض تأدية الذكور لأدوار الإناث و الإناث لأدوار الذكور ما أضفى بعد عبثي على العرض, واعتمد العرض على كوميديا الإفيهات، لتوصيل فكرته حيث اعتمد على الجمل الحوارية المضحكة، والمنولوجات الضاحكة و المؤثرة لإيصال فكرة العرض.
و بالحديث عن العبثية جاء الديكور فى العرض، على شكل غرفة نوم تحدث داخلها جميع الأحداث، ما أضفى بعد عبثى أخر على العرض، و يأتى أخيراً التمثال الذي يقوم الساحر بتغيير ملابسه طوال العرض، ونرى ابطال العرض يرتدون ملابس التمثال، ويقلدون ستايله فى تسريحات الشعر، حيث يصبح الجميع مثل ذلك التمثال دون إختلاف.
وفى النهاية نستطيع القول ان العرض يستحق المشاهدة، فرغم تبنيه لوجهة نظر واحدة، إلا انه استطاع من خلال الإخراج، والتأليف، والإضاءة، والديكور ان يجسد تلك الفكرة بشكل جيد يستحق المشاهدة .

