المهرجان القومي للمسرح المصري "إفتتاحه مسك"
" أليس في بلاد العجائب .. العرض المقنع"
عبدالله شاهر
بدت بداية المهرجان القومي للمسرح المصري مبشرة، ومانحة آمال عريضة في ان تكون هذه الدورة حاملة لعروض قيمة وتصالح الجمهور على المهرجان بعد الدورات السابقة التي كانت مخيبة للآمال، حيث جاءت بداية متابعتنا مع العرض المسرحي " أليس في بلاد العجائب"، على خشبة مسرح البالون، للمؤلف والمخرج المتميز، محسن رزق، الذي قاد فريق عمله بطريقة متميزة، ليصل لعرض اقل مايقال عنه انه يرقى إلا أن يمثل مصر في المحافل الدولية.
يدخل العرض ضمن فعاليات مسابقة مسرح الطفل، إحدى مسابقات الدورة الثانية عشر من المهرجان القومي للمسرح المصري، وهو ما يعد ظلماً للعرض، فالمشاهد يستطيع أن يرى أن العرض لا يستهدف الطفل بشكل خاص، ولكنه يناسب كافة الفئات، مثله مثل أفلام الرسوم المتحركة التي أصبح يتسابق عليها الكبار قبل الصغار، فالعرض يستحق أن ينافس العروض الأخرى دون تخثيثه في مسابقة واحدة.
يمتلك عرض أليس في بلاد العجائب خاصية (العرض المقنع)، العرض في ظاهره قد تعتقد انه موجه للطفل، ولكن بمجرد بداية العرض، يختلف إعتقادك كلية وتفصيلاً، حيث يتسلل إليك العرض بعناصره المتميزه تمثيلاً
ويتعرض العرض لنوع أخر من الظلم وهو حرمانه من سباق الجوائز الخاصة بالاضاءة والديكور والأشعار و الألحان، والاستعراضات، والموسيقى، والملابس، وهو ما يجعلنا في حيرة من هذا التقسيم، فمسرح الطفل يعتمد في اساسه على الأغاني والموسيقى والديكور والإضاءة والملابس، كل هذة العناصر مصدر جذب للطفل، وعلى الجانب الأخر، من يشاهد عرض أليس في بلاد العجائب، يمكنه ان يراهن وبكل ثقة على حصوله على الجوائز في كل هذة العناصر، نظراً للديكور الذي صممه المبدع حازم شبل، وإضاءة أبوبكر الشريف و جرافيك تهامي محمود، ونحت ومناظر، مصطفى منذر، حيث تضافرت جهودهم المتميزة، لخلق حالة مسرحية فريدة من نوعها، تجعلك تشاهد المسرح بخاصية الـ 3D، وايضاً إستعراضات ضياء شفيق، التي تجعلك نشعر بالطاقة التي يضج بها المسرح، ولا نستطيع إغفال أشعار عادل سلامة التي اتسمت بخفة الظل، واكسبتها ألحان جون خليل وتوزيع موسيقي، ملاك إسكندر، الإنسيابية والسلاسة في وقعها على أذان المشاهدين، وأكتملت الصورة المسرحية المبهجة، بملابس نعيمة عجمي، وماسكات، محمد سعد.
ويأتي الفنان المتميز، محسن رزق، قائداً لكل هذه العناصر، وفريق التمثيل الذي يستحق كل فرد به تحية إشادة وتقدير، وعلى رأسهم مروة عبد المنعم، لقدرتها على التنوع في الشخصية وأدائها، ويبرز قدرته على التحكم في زمام كل هذه العناصر بشكل قوي، أخرج لنا هذه الصورة المسرحية المتميزة.
العرض من العروض المسرحية التي تستحق المشاهدة أكثر من مرة، ويستحق المنافسة على جوائز المهرجان جميعا دون التقييد بمسابقة معينة، خاصة وانه إنتاج البيت الفني للفنون الشعبية والإستعراضية، والتي كان من المنتظر ان تحارب اقوى من ذلك، من أجل العمل التي لم تبخل عليه في تكاليف الإنتاج، للمنافسة على جوائز المهرجان، دون حصره في هذه المسابقة، وحرمانه من الجوائز التي يستحقها عن جداره.
خاصة وأن المهرجان لم يشترط أن تكون العروض ذات إنتاجية محدودة، ولكنه يشمل كافة العروض، خاصة وأن المهرجان به عروض ذات إنتاجية عاليةن وبالرغم من ذلك لم يتم حرمانها من سباق الجوائز، وخاصة أن مسرح الطفل يستحق التطوير والتعامل معه على نهج عروض الكبار.
وفي تقديري أن ما قد يهون على صناع العمل ذلك الظلم، هو أراء الجمهور الذي، لم يتوقف لحظة عن التصفيق للعرض المسرحي، وأبطاله، والإشاده بروعة الأداء والصورة المسرحية.
واخيراً، لمن لم يحالفه الحظ، في مشاهدة عرض أليس في بلاد العجائب، سيتم عرض العمل، اليوم الإثنين 19 أغسطس على مسرح البالون، في تمام الساعة السادسة، فهو عن جدارة عرض "يستحق المشاهدة".






