كتبت: مروة أحمد
فى عام 1965 أنشأت الكويت مركز الدراسات المسرحية وقد التحق به 30 طالبًا،
ثم تحول هذا المركز إلى المعهد العالى للفنون المسرحية فى عام 1973 ، وقد تم تحديد
مهامه وشروط القبول به حيث كان يقتصر على حملة شهادة الثانوية العامية ومدة
الدراسة فيه لأربع سنوات متتالية وقد صدر بذلك مرسوم أميرى بإنشاء المعهد فى عام
1976 ، وقد حرص القائمين عليه بإستقطاب رواد المسرح المصرى مثل الفنان كرم مطاوع،
سعد أدرش، إبراهيم سكر، أمين العيوطى وغيرهم، وقد تخرجت الدفعة الأولى من طلبة
المعهد فى يونيو 1977 .
أخرج كرم مطاوع لفرقة المسرح الكويتى
مسرحية"السدرة" عن نص أسبانى، ومسرحية رسائل قاضى إشبيلية للكاتب المصرى
ألفريد فرج ومن إخراج سعد أردش
ومن كُتاب المسرح الكويتى البارزين الفنان عبدالعزيز السريع الذى قدم خمس
مسرحيات هى "الجوع" فى عام 1964 ويناقش فيها مشاكل مجتمع الكويت بعد
ظهور النفط، وقدم أيضًا فى عام 1969 مسرحية "عنده شهادة"، "لمن
القرار الأخير"،"فلوس ونفوس" ، "ضاع الديك" فى عام 1972
، وبعد هذه المسرحية اشترك فى العديد من الأعمال مع المخرج صقر الرشود وأخذا
يكتبان معًا أعمالاً مسرحية يخرجها الرشود وأول ما أخرج الثنائى مسرحية ) 1 ، 2،3،4،
..بم" وهى كما يصنفها المؤلفان فانتازيا فى ثمانِ لوحات ومقدمة، وتدور أحداثها
حول محاولة انتقاد الحاضر من خلال حضور الماضى عبر أحداث تاريخية أو شخصيات من
التاريخ مثلما فعل محمد المويلحىي فى حديث عيسى ابن هشام وتوفيق الحكيم فى أهل
الكهف.
ومن ذلك الحين بدأت الحركة المسرحية فى الكويت تسير بخطى سريعة وذلك بعد أن
تكونت العديد من الفرق المسرحية مثل فرقة المسرح العربى التى تكونت على يد زكى
طليمات وفرقى المسرح الشعبى التى أسسها محمد النشمى وعبدالله خريبط وعبدالله حسين
فى عام 1957 ، ثم فرقة المسرح الشعبي التى كونها صقر الرشود بعد نجاح
مسرحيته"تقاليد"،ثم فرقة مسرح الخليج العربى التى تأسست فى عام 1963
وأخيرًا فرقة المسرح الكويتى التى ظهرت نتيجة تخلى وزارة الشئون الإجتماعية عن
الإشراف الكامل على المسارح، فبدأ محمد النشمى يكون فرقة مسرحية جديدة والتى ظهرت
وبدأت فى العمل منذ عام 1964.
وقد كان للمسرح الكويتى فى ثمانينات القرن العشرين حضورًا لافتًا بين
الأوساط الفنية والثقافية فى الوطن العربى إلى الدرجة التى دعت الدولة إلى عرض
مسرحية خاصة بعنوان" فرحة الأمة" أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجى
فى عام 1985 والتي كانت مُحملة في طياتها بالعديد من الإسقاطات السياسية
شهد المسرح الكويتى تراجعًا ملحوظًا عندما بدأ الإسلام السياسى يتغلغل في الدولة وقد كان له بالغ التأثير في تقييد الحريات والرقابة الشديدة على المسرح بعد
أن تقلدوا مناصب قيادية فى الدولة، أيضًا ظهور المسرح التجارى بعد إنفصال
عبدالحسين عبدالرضا، حيث بدأ المسرح التجارى يقدم أعمالًا خالية الوفاض مثل
مسرحية"هالو بانكوك" من تأليف وبطولة عبدالعزيز المسلم،
ومسرحية"الكرة مدورة" من تأليف محمد الرشود فى عام 1988 .
بحلول التسعينيات وغزو العراق للكويت بدأت تظهر أعمالًا مسرحية من أجل
التنفيس عن ظُلمة الحياة فى وجود الإحتلال فكانت بمثابة المتنفس عن تلك الحقبة
فعرضت فى عام 1992 مسرحيات "مخروش طاح بكروش"، و "طاح مخروش"وقد
قدمها عبدالحسين عبدالرضا وحياة الفهد وخالد العبيد وأحمد جوهر، وطارق العلى.
تتصدر العروض التى تعتمد على الرقص والمضامين الخفيفة التي تبعد عن العمق المسرح الكويتى، وهذا لاينفي وجود عروض ذات قيمة حقيقية تحاول الظهور وسط كل هذا، وقد يعود ذلك إلى الرقابة الشديدة والتقويض الفني على العروض المقدمة، بدلا من تنمية المسرح الذي يعد اللغة الوحيدة التى تصل إلى جماهير غفيرة وبشكل مؤثر وقوى وسريع.
