صوت الموسيقى.. عندما تصدر الموسيقى من المسرح المدرسي

 

صوت الموسيقى.. عندما تصدر الموسيقى من المسرح المدرسي

ساندي ماهر
صدرت رائعة السينما (ساوند أوف ميوزيك) عام 1965، من إخراج "روبرت وايز"، ومن السينما إلى الخشبة المسرحية، يتجسد العمل "صوت الموسيقى" مسرحياً، ليشارك في مسابقة "مسرح الطفل"، في المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته الثانية عشر.
وتتناول القصة حياة أسرة مكونة من الأب وهو قبطان، ولديه 7 أطفال باختلاف أعمارهم، يعيش معهم بعد موت زوجته، ويبحث لهم عن مربية حتى تأتي "ماري" المربية الجديدة إلى المنزل، وتغير كل شيء وتعيد البهجة والمرح والموسيقى إلى ذلك المنزل الصارم، الذي أصبح رتيباً بعد موت الأم، الحكاية مناسبة للغاية لتتجسد من خلال مسرح الطفل، الذي يحتاج إلى حكاية شيقة ذات رتم متوازن، حتى لا يتخلله الملل أو فقدان التركيز من الأطفال المتلقين، يجذب العرض الغنائي الحركي، انتباه المتلقي الصغير حيث الحركات الإيقاعية، التي تملأ المسرح بجانب الموسيقى، والإضاءة، وباقي عناصر الديكور على الخشبة، إمتلأ العرض بالبهجة والمرح الناتجة عن حركة الأطفال، وتوزيعهم على المسرح، وتمكنهم من الأداء التمثيلي، والغنائي المنضبطن الذي ينم عن موهبة شديدة يمتاز بها الفريق، خاصة الأطفال السبعة، أبناء القبطان.
لعب العرض إيضاً على استخدام وسائل بصرية حديثة خلال شاشة عرض البروجيكتور، والذي تعرض خلفية المنزل، حيث الحديقة والجبال التي يطل عليها البيت، من ثم تم إدماج العنصر السينمائي المصور خارج الخشبة، ليعرض من خلال تلك الشاشة التي تمثل في مساحة الديكور مساحة الحديقة والجبال، الذي أخذ فيها الأولاد مع مربيتهم "ماريا" نزهتهم فيها، يلعب التنويع البصري ما بين سينوجرافيا الخشبة، مساحة الخشبة من الديكور والتصميم- والتصوير، والتجسيد السينمائي من خلال شاشة العرض، إبهاراً بصرياً يجذب المتلقين من الأطفال لمتابعة الحكاية، وحركة الصغار داخل الشاشة، التي تمت من خلال تصوير سينمائي جيد، لتناسب أجواء الغناء والإحتفال رغم وجود موسيقى تصويرية فقط مصاحبة لأحداث النزهة، دون إظهار الغناء والذي كان طوال العرض غناء حياً على الخشبة، وليس مسجلاً.
ولا يعيب على الديكور رغم جماليته، وتناسق وهدوء الألوان التي تليق بمنزل فخم يقع على الجبال، والغابات سواء كثرته وضخامته على الخشبة، الأمر الذي في بعض الأحيان شكل عائق لحركة الممثلين، و يأخد وقتاً طويلاً نسبياً للفواصل الظلامية بين المشاهد، والتي بالطبع تداخلت التقسيمات بين مساحات المنزل وخارجه بسبب كثرة قطع الديكور وتقسيماتها ما بين حدود المنزل، والبوابة، وخارج حدود المنزل، والحديقة، وماحوله .
أما عن الإستعراضات فقد إحتوى العرض على الإستعراضات الشهيرة في الفيلم السينمائي، وقد أدى الممثلين بإحترافية شديدة للأغاني بتمكن صوتي كبير خاصة "ماريا"، التي لعبتها "حياة هويدي"، والطفلة الأصغر في الأبناء ذات الصوت الصغير القوي "رغد العياري"، والتي نمّت على تدريب كبير من مدربة الفوكال "كريستين مجدي"، و"أحمد سمير" الذي صمم الرقصات والإستعراضات التي أداتها الفرقة ببراعة حتى ظهرت صورة جمالية ممتعة للبصر والسمع، من خلال الحركة والغناء وتوزيع تكوينات الممثلين على الخشبة والذي قام بالإخراج التنفيذي على الخشبة "ياسر أبو العينين" فلعبت تلك الجماليات والتمكن من خلال الممثلين على إظهار صورة جمالية ممتعة لم يعيبها سوى عدم تمكن تتابع الإضاءة التي كانت تتفاوت في بعض المشاهد لملاحقة الأبطال، وعدم الإتصال مع الخشبة، وعناصرها، ما كان يفقد استكمال متعة التلقي وتفويت عناصر بديعة أخرى في العرض أو تفويت متابعة المواهب الفذة من الغناء للأطفال على الخشبة والإلقاء المنضبط بجانب هندسة الصوت التي كانت تتداخل الأصوات في الكواليس مع الخشبة في بعض الأحيان.
يصنف "صوت الموسيقى" بأنه عرض مسرح مدرسي، والذي أظهر أهمية وجود مسرح يعلم الأطفال أفكار مثل، الجمال، والموسيقى، وتنمية مهارات اللغة، حيث عُرض باللغة الإنجليزية تبعاً لإنتاجه لمدرسة "طنطا انترناشونال سكول"، والذي يليق بأن يقدم على خشبة مسرح مدرسي، لكن في أحيان أخرى قد يكون عسيراً أن يقدم للأطفال أصغر سناً لصعوبة تواصل اللغة. لكن الفرقة من الممثلين كانوا شديدي الإبداع والتفاني لظهور عرض مدرسي بهذا القدر من الإتقان والتمكن خاصة أن يكون مسرح مدرسي.
لذا فـ "صوت الموسيقى" من العروض التي تستحق المشاهدة والمتابعة في المهرجان القومي، حيث ينهي ليالي عرضه اليوم الاثنين 19 اغسطس علي مسرح الجمهورية في تمام الساعة الثامنة والنصف مساءاً.