منصور
محمد.....صاحب اللعبة
أنشأ منصور محمد، فرقة إستديو الممثل، وعرف عنه التدريبات الشاقة والصرامة حتى يصل لهدف اللمنشود، وهو انتاج عرض جيد، وتكوين ممثل يتمتع بمرونه ولياقة عالية و قادر على إتقان كافة الأداءات الحركية، فكانت التدريبات تشمل ( الرقص - الغناء - تدريبات لياقة – فنون شعبية – اكروبات – موسيقى).
ويقول عنه أحد تلاميذه، انه طور من تدريبات ستانسلافسكي، واستحدث
تدريبات تعمل على تحفيز الخيال وتوطيد علاقات التواصل والتفاهم بين الممثلين.
قدم منصور محمد عرض اللعبة، وحاز على تقدير العديد من المسرحيين
والنقاد، ونتيجة للنجاح الهائل الذي حققه عرض "اللعبة" تم إختياره ليكون
عرض الإفتتاح للمهرجان التجريبي عام 1991.
لتنقلب الأوضاع رأساً على عقب، وتصبح ليلة افتتاح المهرجان
التجريبي هي الأخيرة لعرض اللعبة، فبعد أن
كان الجميع يشيد بالعرض وبعبقرية منصور محمد الإخراجية، تحولت الأراء إلى الضفة
الأخرى حيث أصبح هناك نوع من الإستهجان لما يقدمه العرض، وتم تكيّل الإتهامات
لمنصور محمد بالكفر والزندقة، وإيقافه عن العمل، لإهانته المقدسات الدينية.
السبب وراء هذا التحول هو أحد المشاهد في عرض اللعبة، حيث يظهر
فيها مجسم على شكل الكعبة يطوف حوله الممثلون، ثم ينقلب هذا المجسم لنجد أمامنا
برميل نفط، تقف عليه فتاة صغيرة وهي ترقص، حيث كان دفاع صناع العمل عن هذا المشهد
أنه إشارة إلى تحول الدين لتجارة كالنفط.
ضرب المهاجمون لمنصور ذلك التفسير بعرض الحائط واستمرت الحملة
الموجهة لإيقافة وعقابه على ما اقترفه من خطأ في حق الدين ( من وجهة نظرهم)،
ووصل الأمر للدرجة التي جعلت احد الصحفيين يطالبه بالتوبة عما اقترفه من ذنب
بإخراجه لمثل ذلك المشهد.
وتم اتخاذ قرار فوري آنذاك من وزارة الثقافة بعد التحقيق مع
منصور محمد، بمنع عرض المسرحية في مصر،
ومنع سفرها وتمثيلها مصر في احتفالات الفاتح من سبتمبر بلبيا، وإيقاف التعامل مع
منصور محمد.
وقد سكتت كل الأصوات المهاجمة والمطالبة بعقاب منصور بمحمد،
بموته عن طريق حقنة خاطئة من المسعف عندما تعرض منصور لأزمة قلبية حادة.
وأعاد البعض سبب الوفاة إلى تملك إحساس الحسرة والقهر من منصور
محمد، وشعوره بأنه تتم معاقبته على الإبداع الفني، ورغبته في خلق أسلوب مسرحي
جديد، يعتمد على العقل لا النقل.
رحل منصور محمد وهو في عمر الثلاثين، حاملاً معه أحلامه وطاقته
الإبداعية، وأنتهت برحيله اللعبة التي قد بدأها.
عبدالله شاهر